من الظلام إلى النور.. منبج تشهد قفزة نوعية على مدار 8 سنوات بعد التحرير

شهدت مقاطعة منبج تطوراً عمرانياً كبيراً يُظهر التآخي والتوحد بين كافة مكونات المجتمع، بعد تحريرها من مرتزقة داعش، وتعتبر مقاطعة منبج شريان الحياة لمناطق شرق الفرات.

تقع مقاطعة منبج على بعد 30/ كم غربي نهر الفرات في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة حلب، والتي تبعد عنها مسافة90/ كم، تعتبر مقاطعة منبج المعبر الاقتصادي الأساسي الذي يربط ضفتي الفرات (الجزيرة والشامية) بمدينة حلب، حيث لقبت قديماً بـ "عاصمة العواصم".

لا يتوفر وصف.

وفي 19 من تموز عام 2012 خرجت مدينة منبج عن سيطرة حكومة دمشق، لتصبح تحت سيطرة المجموعات المسلحة المسماة بـ "الجيش الحر"، ومعها دخلت المدينة في حالة من الفوضى والاقتتال المسلح بين تلك المجموعات، وانعدم الأمن والأمان والاستقرار فيها.

واستمرت ذلك في منبج، إلى أن سيطر عليها مرتزقة داعش في 24 كانون الثاني عام 2014، بعد أن لاذت بالفرار جميع المجموعات المسلحة الأخرى المسماة بـ الجيش الحر، تاركين المدينة أمام إرهاب وجرائم داعش.

ومنذ بداية دخول داعش إلى المدينة، فرض على الأهالي الكثير من القوانين الصارمة، والتعامل معهم بقساوة شديدة، وأرتكب جرائم مروعة أرهبت المدنيين، كما دمر العديد من التراث الثقافي للمنطقة من خلال تفجير وتجريف عدة مواقع أثرية وتاريخية هامة في المنطقة.

وفي الأول من نيسان عام 2016 عقدت قوات سوريا الديمقراطية عدة اجتماعات، وعلى أثرها تشكل مجلس منبج العسكري، والذي كان من أولوياته تحرير المدينة وخلاصة الأهالي من داعش.

وذلك بعد مناشدات عديدة من قبل أهالي منبج لإنقاذهم من جحيم داعش الإجرامي الذي أذاقهم الموت وهم على قيد الحياة، وفي الـ 5 من حزيران عام 2016، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية انطلاق حملة تحرير منبج.

مدينة منبج... من الظلام إلى النور

وبعد قتال دام ما يزيد عن شهرين، تمكن مقاتلو مجلس منبج العسكري، وبمساندة الأهالي من كافة المكونات، من دخول مدينة منبج من كافة الجهات في أوائل شهر آب، حيث أعلن مجلس منبج العسكري عن تحريرها في 15/8/2016 بعد أن قدم قرابة 300 شهيد.

وعقب التحرير، وبعد طي صفحة الظلام الدامس من المنطقة، نفض أهالي مقاطعة منبج غبار الحرب، وخرجوا من بين الأنقاض لإعادة إعمار مقاطعتهم التي أنهكتها الحروب التي دارت بها.

حيث بدأت صفحة أخرى من النهوض والعمران، على كافة الأصعدة، وعودة الأمان والاستقرار في المنطقة، كما تم تأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج، في 12/3/2017 لتنظيم الشؤون الاجتماعية والإدارية والخدمية، وذلك كان بمثابة الخطى الأولى لنفض غبار الحرب عن مقاطعة منبج وجعلها صرحاً يجسد المعنى الحقيقي لتلاحم المكونات ضمن إدارة مدنية تخدم أهلها بجهد أبنائها تماماً مثلما تحررت بدمائهم.

الثقافة في منبج عاشت مرحلة انتعاش بعد طرد مرتزقة داعش

استطاع أهالي منبج التخلص من ثقافة وفكر مرتزقة داعش بعد طردهم من المنطقة، وكان للمراكز الثقافية دور في ذلك، فالأهالي عانوا الكثير خلال سيطرة داعش الذي مارس بحقهم جميع الأساليب البشعة وطمس ثقافتهم.

إن الثقافة في منبج عاشت مرحلة انتعاش وانفتاحاً إلى حدٍ كبير على الثقافات الأخرى وحرية في التعبير والتلاحم بين الثقافات من جميع مكونات المنطقة.

فقبل التحرير، لم يعرف سكان منبج تفاصيل ثقافات المكونات الأخرى، رغم التعايش والتلاحم، لكن ذلك حدث بعد التحرير، حيث تم تأسيس العديد من المؤسسات الثقافية، مثل لجنة الثقافة، اتحاد المثقفين، المديريات التابعة لها، والتي أخذت على عاتقها جمع مثقفي منبج، على اختلاف آرائهم والعمل على تطوير الوعي ونشره في المجتمع.

إن ما تم العمل عليه في المجال الثقافي، كان ضمن إمكانياتهم المتاحة، ولكن لا زالوا يعملون لتحقيق قفزة تغيير الملامح الثقافية وإضفاء قيمة تتوارثها الأجيال.

127990 ألف طالب وطالبة خلال 8 سنوات

عملت هيئة التربية والتعليم منذ تحرير مقاطعة منبج على ترميم 19 مدرسة كانت مدمرة بشكل كامل.

وبلغ عدد المدارس التي استقبلت الطلاب في العام الدراسي 2023-2024، 350 مدرسة بجميع المراحل، وبلغ عدد المعلمين والمعلمات 5620، وعدد الطلاب 127990، وذلك بحسب الرئاسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في منبج، نقشيفان محمد.

أهم الإنجازات في قطاع الصحة على مدار السنوات الماضية

كما بينت هيئة الصحة أن عملها الحثيث وجهدها الذي دام لعدة سنوات أثمر عن عدة إنجازات تصب في خدمة الأهالي وأهمها:

1-إعادة هيكلية البنية التحتية لمشفى الفرات الوطني بعد الدمار الممنهج من قبل داعش، حيث كان معرضاً لدمار جزئي وحرق كامل للمبنى وتعطل كافة الأجهزة النوعية.

وتم إعادة ترميمه على عدة مراحل لتصبح وتم استحداث أقسام جديدة، وهي الكلية، والعناية المشددة، والتلاسيميا، وقسم الإسعاف، بالإضافة إلى شراء أجهزة طبية على مدار السنوات وتشمل أجهزة غسيل الكلية وحواضن الأطفال، إيكو للعيادات، غواصة، جهاز الأشعة، جهاز القوسي، عدة عظمية، إنارة عمليات، مونيتورات للعناية، منافس، أجهزة كاملة للمخبر، بالإضافة لإنشاء مستودع دوائي خاص بالمشفى، وكل ما يلزم للمشفى من معدات وغيرها.

2ـ وخلال الأعوام الماضية تم ترميم كل المستوصفات في الريف، حيث كانت مدمرة بالشكل الكامل وتم إعادة تأهيل البنية التحتية، وإعادة تأهيل الكوادر بها، وعددها 15 مستوصف في ريف منبج، وهي العوسجلي، العريمة، تل حوذان، أبو كهف، المحترق، تل الرفيع، مخيم الرسم الأخضر، رأس عين الحمر، حيمر لابدة، عون الدادات، الماشي، أبو قلقل، مركز الرعاية الصحية الأولية في منبج، الحية.

إضافة لإنشاء مستوصف العسلية، كما تم تأسيس الصيدلية المركزية التي تعتبر إنجازاً مهماً ورائداً.

وأيضاً تم تأسيس المخبر المركزي المجهز بأحدث الأجهزة المخبرية ويقدم التحاليل بسعر منخفض، وخلال الأعوام الماضية تم إنشاء منظومة إسعاف متمركزة في مشفى الفرات حيث يبلغ عدد سيارات الإسعاف الكلي 13 سيارة إسعاف.

وبلغ عدد التراخيص الطبية خلال الأعوام الماضية على الشكل التالي:

١-الأطباء / ١٩٦/

2-الصيادلة / ١٣٧/

3ـ طب الأسنان / ١١٥/

4-مخابر طبية / ٤٩/

5ـ مراكز تجميل / ٣ /

٦-عيادة إسعافية / ٢٣/

7 ـ معالجة فيزيائية /٧/

كما تم الانتهاء من بناء المشفى الجديد والذي يعتبر الصرح الطبي الأمثل، والذي سيعملون على تفعيله في الأشهر المقبلة بشكلٍ كامل، وحالياً يتم العمل على افتتاح قسم الأشعة المتكامل والذي يضم الأجهزة التالية، (الماموغرافي، الرنين المغناطيسي، جهاز تفتيت حصيات الكلية)، بالإضافة إلى جهاز القسطرة القلبية.

دعم الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي

وبحسب ما كشفت هيئة الزراعة والري بعد تحرير مدينة منبج وريفها من مرتزقة داعش، عن انطلاق أعمالها، فإنه تم تفعيل مؤسسة الزراعة لتقوم بإحصاء الأراضي الزراعية المروية، وكافة الزراعات الشتوية والصيفية والأشجار المثمرة ودعمها بمستلزمات الإنتاج الزراعي.

وأيضاً إحصاء الثروة الحيوانية وتقديم الدعم للمربين بمادة النخالة:

ـ أول عام بعد التحرير كانت المساحات المزروعة بالقمح المروي تتراوح حوالي 2000 هكتار، وبعد دعم الإدارة بمستلزمات الإنتاج الزراعي بدأت المساحات تتزايد عاماً بعد عام لتصبح مساحة القمح المروي لعام 2024، / 19200/ هكتار، بحيث انه تم استلام / 2600 / طن تقريباً في مراكز شراء القمح بأول عام بعد التحرير.

أما في عام 2024 بلغت الكمية المستلمة من القمح /22377/ طن، ومساحة الأشجار المثمرة بلغت / 8300 / هكتار، من فستق حلبي، زيتون، عنب، أشجار متنوعة، ومساحة الخضار الصيفية / 2800 / هكتار ومساحة المحاصيل التكثيفية من ذرة، سمسم، ما يقارب / 1000 / هكتار، ومساحة القطن / 119 / هكتار ومساحة البطاطا / 330 / هكتار، علماً أنه في البداية كانت مزروعة بمساحة / 30 / هكتار فقط، وبدأت تتزايد المساحات المزروعة بشكل كبير.

حيث بلغ عدد المداجن المرخصة / 475 / مدجنة، والمداجن الفعالة يتم دعمها بمادة المازوت بشكل مستمر.

وأيضاً تم استحداث عدة مكاتب بعد فصل مؤسسة الزراعة عن لجنة الاقتصاد، وتم استحداث سبع وحدات إرشادية وهي، الوحدة الإرشادية في الفارات، الوحدة الإرشادية في أبو كهف، الوحدة الإرشادية في أبو قلقل، الوحدة الإرشادية في الشجرة، الوحدة الإرشادية في الحية، الوحدة الإرشادية في الياسطي، الوحدة الإرشادية في المدينة.

عدد المنشأة المرخصة لدى مديرية الصناعة بلغ 854

وكشفت مديرية الصناعة التابعة لهيئة الاقتصاد في منبج، ان الترخيص ينحصر بالمنشأة الضخمة ذات الحمولات العالية والإنتاج الكبير وتتوزع المنشأة الصناعية داخل المدينة والأطراف وفي الريف أيضاً، وهناك تنوع لهذه المنشأة مثل، غذائية، كيميائية، صهر وسكب، بلاستيك، معامل أعلاف، ورشات صناعية.

فالغذائية تشمل معامل الشيبس والمقبلات + المطاحن + معامل الحلويات والمعجنات + محامص + غرابيل وتعبئة وتغليف + سكاكر وبسكويت + ألبان وأجبان + معامل الثلج + المثلجات + الطحينة والحلاوة + معاصر الزيتون.

والسكب والصهر، وتشمل معامل الصهر وتشكيل المعادن بكل أنواعها والبطاريات + درفلة حديد، والبلاستيك ويشمل معامل أكياس النايلون + الخراطيم الزراعية والمنزلية + أدوات منزلية + تجديد حبيبات + معامل الحصير.

ومعامل الأعلاف وتشمل صناعة العلف الحيواني والدواجن، وورشات صناعية تشمل المخارط وورشات صناعة خطوط إنتاجية للمعامل، وكيميائية تشمل معامل الدهان والأدوية البشرية والبيطرية والمبيدات الحشرية.